
أفكاري مشتتة، و مشاعري لها عون الله. فرحان العقيل في رحمة الله، أبي رحل، والدي توفاه الله، بابا مات... إستيقضت فجر يوم الثلاثاء للذهاب للمدرسة، لكن جوالي جعل سريري يهتز فإرتعش قلبي من هذه المكالمة الباكرة. تعوذت من إبليس و تذكرت فرق الوقت، لكن بعد ثواني لا أتذكر الكثير غير شعوري الحازم بالنكران لذلك الخبر الذي سمعته عبر الجوال. صدمة لم تهز سريري فقط، بل حياتي كلها. خبر دمرني تماماً. ذكريات كثيرة تسارعت بالإصدام في رأسي. فوالدي هاتفني عصر يوم الأثنين بشرني بوصوله للسعودية بينما كانت الساعة هناك بين الثامنة و العاشرة. هاتفني و صوته كله فرح. "هلا أبوي" اخر من سمعت، اخر ما أتذكره عن صوته، اخر ما رحبني به. أدمعت عيناي فرحاً لوصوله بالسلامة و أملاً بلقياه قريباً. كيف يعقل؟
يومي أصبح كابوس، قلبي نبض بسرعة عجيبة، رأسي آلمني من صداع هذه الصدمة، جسدي إستسلم لذلك الخبر. والدي رحل، كيف؟ أبي توفاه الله، متى؟ كان أمامي، والله أنه كان بصحة و عافية، لكن في النهاية، رضيت بقضاء الله و قدره. فكرت بالرجوع للمملكة، لكنني تذكرت أن آخر وصاياه لي كانت بالإستمرار بطلب العلم و رفع رأسه. قال لي أنني قوية، و قلت لنفسي أين تلك القوة و سندي قد رحل؟ أفكار كثيرة لعبت في عقلي، كلام كثير دار في مخيلتي، ذكريات كثيرة مرت أمام عيناي لأعيشها مرة اخرة.

اللهم ارحمه و اسكنه الجنة. اللهم برد عليه في قربه. اللهم آنس وحشته. اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة. اللهم اجمعنا به في الفردوس الأعلى. اللهم ارحم موتانا و موتى المسلمين.
Comments
Post a Comment