Skip to main content

الفرسان الثلاثة

"صديقتاي هم أخواتي" هذا ما قلته لسائق التاكسي الذي انتظر معي وصول صاحباتي من المطار يوم الأربعاء من هذا الأسبوع. انتظرت في المطار ٩ ساعات، و لم أملل أو أتعب، ربما لأن حماسي إزداد كلما إقتربت طائرتهم. 

لكن دعونا نعود للوراء أولاً. عندما نقابل أي شخص جديد بالصدفة، لا نعلم أن سلامنا الرسمي ذاك قد يحول هذا الشخص الواقف أمامنا إلى جزء كبير من حياتنا. ذاك السلام هو بداية قصص عديدة، مغامرات كثيرة، ذكريات لا نهاية لها، و أحياناً: سفرات غير متوقعة.  قابلتهم في نفس اليوم، لكن قصتنا مختلفة تماماً عن أي صحبة. أصحابي مختلفين، لأن أصحابي هم أخواتي. يقول المثل أن الصاحب ساحب، و أنا أوافقه من وجهة نظري. لأن أصحابي يسحبوني للخير و يدعموني للنجاح. هم ليسوا كأي أحد، و صعب أن نشرح كيف يبارك لنا الله بمقابلة ناس كانوا غرباء فأصحبوا نِعْمَة. 

أصحابي سافروا حول العالم من المملكة إلى نيويورك لحضور منتدى مسك و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي للشباب و لمشاركتي في تجربة ثرية لتغيير هذا العالم الذين سافروا حوله للتو. وصلوا حاملين معهم رائحة الوطن و آمال شبابه. وصلوا بأعرض ابتسامات بينما رأوني في الجهة الأخرى حرفياً اقفز من الحماس مع اللوحة التي رسمتها لإستقبالهم التي لم يكن شكلها فني أو مرتب، و لكنها شغلت الغرض. لم أصدق أنهم كانوا حقاً، أدمعت عيناي سعادةً و خانني لساني عن التعبير. خرجنا من المطار بعد وجودي هنا لتسع ساعات في إنتظارهم بينما رحبت بنا نيويورك بهوائها و أنوار مبانيها في السيارة التي ضجت بصوت الأغنية التي شغلتها لهم: Welcome to New York. 

بدأنا صباحنا في اليوم التالي بالذهاب لسنترال بارك فقد كان مقابل للفندق الذي سكناه، فوجب علينا زيارته. استأجرنا "سياكل" و بدأنا بإسكتشاف المنتزه بكل زواياه. لسبب ما، مهاراتي في قيادة السيكل ليست بمستواهم، لذلك وقعت عدة مرات، لكن الآن تبقى ضحكاتنا علي من أجمل الذكريات. استمتعنا بكل لحظة و أتذكرها كلها الآن، لأننا عشنا لحاضر لطالما حلمنا به في ماضٍ ملئه التخطيط الذي قد يكون خيالي احيانا. لعبنا كثيراً و جلسنا على ذاك العشب الأخضر من التعب. كل لحظة عنت لنا الكثير، لأن السفر تجربة، فيا لجمالها إن شاركناها مع من نحب. 

سافروا أصحابي هنا ليذكروني بما نطمح له جميعاً و نتمناه. و لأول مرة، أتى أحد من أصحابي ليشاركني لذة المساهمة في صنع تغيير إيجابي للوطننا. اجتمعنا هنا و لدينا رغبة الوصول لأحلام شباب جيلنا، و لم ننسى احساؤنا كلما عرفّنا بأنفسنا.  بدأ المنتدى يوم الجمعة و جلسنا كتف بكتف جاهزين لتجربة جديدة. أخذت لحظة لنفسي لأقدّر جلوسي بجانبهم و معهم. فهم قدوة أحتذي بها بأخلاقهم و أفعالهم حتى و لم أقل لهم يوماً. إبتسمت و شكرت الله، لأنني لم أكن لوحدي، بل كانوا معي شابتان سيصنعون و ينجزون الكثير الآن و في المستقبل. 

كان المنتدى مليء بشباب شغوف و واعي. الجميع كانت لديه فكرة و كان يريد أن يساهم بطريقة أو أخرى. تكلمنا بيننا عن كيف كان يلهمنا كل متحدث و مشارك. فقد كان للجميع قصة. و حين جاء دوري للحديث، شعرت بسعادة لا توصف لأنه لأول مرة كان هناك من يساندني و يحضر إحدى المؤتمرات معي. لأول مرة لم أبحث عن وجه مألوف، لأن صديقاتي جلسوا في الجهة اليسرى من أول صف في تلك القاعة، فتحدثت بكل فرح و إعتزاز لأن أهم من ممكن أن يحضر لي شيئاً كان موجود الآن أمامي. أصحابي سحبوني لأثق بنفسي و أبذل أفضل ما عندي. ضحكوا علي عندما سقطت في سنترال بارك و مدوا بأيديهم لأنهض، و اليوم الذي بعده جلسوا بجانبي لنتعلم، و من ثم أمامي ساندوني لأنجح.  

ودعتهم اليوم بعد قضائهم خمس أيام في نيويورك. ودعتهم بقلبٍ ثقيل و لكن بروح مطمئنة. أعطوني الحماس لكي أستمر باللحاق بحلمي و المضي للأمام بغض النظر عن أي معوقات قد تواجهني. هم حقاً نعمة تنير أمامي الطريق، و أعلم أنهم نعمة لأن قليل يمكنه قول ما أكتبه الآن. كتبت هذا الكلام حتى يرى الجميع أن في كل صحبة حسنة قصة و مغامرة، و هذا جزء واحد من قصتنا. لم تمنعنا المسافات من المشاركة و المساهمة في منتدى أثرى عقولنا و وسع مداركنا. لكن هذه الخمس ايّام لم تكن عن المنتدى فقط، بل كانت عن تجاربنا نحن الثالثة في رحلة أعطتنا تجارب و ذكريات ستبقى للأبد من أجمل ما نتذكره و نبتسم عليه. هذا الكلام لكم أنتن أخواتي، هذا الكلام من أجلنا نحن "الفرسان الثلاثة". 

- نيويورك، سبتمبر ١٧، ٢٠١٧. الساعة ١٠:٣٢، قبل إقلاعكم بساعة. 

Comments

  1. Razan, I would seriously like to meet you!

    ReplyDelete
  2. شركة نقل عفش بالدمام تقوم أولابتغليف الأثاث في منطقة الدمام بالمملكة العربية السعودية وما يحيط بها من مناطق تمتلك الشركة الكثير من الخبرة المتطورة والحديثة ، في عملية نقل الأثاث السكنى وأيضا العفش التجاري والفندقي في منتهى الحرص والعناية والمهنية العالية وتعتمد الشركة في نقل الأثاث على تكنولوجيا النقل الحديثة التي هي من الباب إلى الباب عن طريق إستخدام أحدث الآليات والماكينات, في خدمة النقل لأجل ضمان أمان تقديم هذه الخدمة في أقل وقت وأقل تكاليف للنقل ويعد النقل في شركة نقل عفش بالدمام أمر بسيط جدا وليس معقدا. لأنه يعتبر مهمة الشركة الأولى وهي تبسيط خدمة النقل للعفش على العميل تقدم الشركة ضمانات كافية من أجل الحفاظ على كافة المنقولات الخاصة بالعميل دون عناء ويتم النقل عن طريق شركة نقل أثاث في الدمام في أسرع وقت ممكن, وهي تقدم خدمة كبيرة في نقل الأثاث منفردا أو يمكنها أن تقدم زيادة على هذه الخدمة المنفردة خدمات أخرى ، مثل خدمات التعبئة والتغليف والتنظيف والفك وأيضا التركيب وهناك مزيدا من الخدمات تقدمها شركة نقل أثاث في الدمام وتسمى الخدمة الشاملة وهي تكون على حسب إختيار العميل ، ويتم على أساس نوع الخدمة تحديد السعر لأقل سعر موجود

    شركة نقل عفش بالدمام

    ReplyDelete

Post a Comment

Popular posts from this blog

Hoping before McDowell's School Board

Not every exchange experience is the same, simply because every student is different, and every place is different too. Comparing an experience to another is a huge mistake, yet looking at each one individually triggers curiosity to those who are not part of it to know more.  Not every day is rainbows and sunshine, but surly not every other day is clouds and rain. One bad day shall never ruin a year long experience, and one good day will create memories that will spring in the happiness of many other days to come.     My day today was one of a kind. A day that shall keep me motivated for a good period of time. It's a day that I can smile at and tell myself that I actually invested my time in the project of my successful ways of living. I'll never be the wise person who advises people with powerful talks.  I'll never be the big boss who's in charge. Instead, or at least for now, I am going to live for the present and do my best in influencing a change in this community.

24 في الرضا، الامتنان، والاستقرار.

يقال في أحد كتب باولو كويلو أننا جميعاً في رحلة سعي دائمة في البحث عن "الكنز الكبير" في حياتنا. الكنز هنا  تعبير مجازي، ولمخيلة كل قارئ الحرية في السفر لأبعد المسافات في تصور طبيعة هذا الكنز، سواءاً كان علم، صحة، مال، أو غيرها من الأمور.    لذلك، ماذا لو ابحرنا قليلا لسا بخيالاتنا، لكن بواقع هنا وهناك. بما نراه اليوم في حياتنا من أشخاص، ما نستشعره حولنا من نعم من الله، ما نسمعه من واقع، ما نتنفسه من هواء بارد صافي، ما نتعلمه من دورس، ومن رفقة من هم حولنا من أشخاص نحبهم ويحبوننا، نقدرهم و نحترمهم، ونسعى في رحلة البحث هذه أن نكن على قدرٍ كامل من الوعي لإدراك وجودهم وكل هذه النعم حولنا.     اليوم أصبح عمري 24، وأكتب هنا بالعربية لعلي أستمتع ببلاغة هذه اللغة وجلالة حروفها التي تكون لنا معاني. استذكر السنة الماضية من عمري، وسنواتي الأربعة والعشرون هذه، وكل ذكرى كانت جزء من رحلة السعي هذه تجاه وجهة مختلفة.   أستذكر قصص تسميتي بـ "رزان". كيف كان هناك يوما في مجلس جدي فهد وعاء لقرعة أسماء مختلفة لربما كنت لأصبحها يوما، لكن والدي ممازحاً أمي وأخواتي، أخذ مسؤولية الكتابة على

Twelve Countries Uniting with Love for One Nation's Host Families

Sending small messages to more than five continents and ten countries could be extremely hard.  But finding the people who would respond to my messages with open hearts and a loud "YAS!" to something that I had to say was a piece of cake.  Having those strong connections made my last few nights light with happiness, because I was reminded through my friends' words, reactions, and pictures that the future really does belong to those of us who care about making it a better place to live for all.  We all shared one similar past during our time as exchange students in the United States in the school year of 2014-2015.  We said "Yes" to a new life that was full of new adventures and wild experiences.  We agreed to cross the Atlantic and the Pacific, because we strongly believed in our power, future, and in our own selves.  Age was not an obstacle, for we drew an amazing picture of America.  Yet the most important parts of this whole year were and forever will