Skip to main content

حكايا وقت السمر.

طوال ٣ أيام كان الليل موعدنا للسمر المكثف بحضور مشروب " الكرك " الساخن ، هكذا اعتدنا تجاوز القلق كل نهاية إجازة ، فهذه العطلة التي شكلت محطة قصيرة للراحة بالنسبة لي شخصياً وحرصت ان اتزود فيها بأكبر قدر من الطاقة الإيجابية على نفسيتي، لكي أعود لكتبي، و مدرستي بروح متجددة.  وخلال هذه الليالي التي جمعتنا بضيوفنا من أبناء عمتي كان حديثنا مكثفاً عن الطاقة الإيجابية، و تأثيرها القوي على الكون 
بأكمله ،
كانت ليلى كايزن محور كل حديث، فقد شكلت لنا عالم من الممكن أن نتصوره بناء وفقا لما نريده ونسعى إليه فهو في النهاية عالمنا ونحن معنيون بتوجيه مستقبله وبناء شكله العام ، نحن جزء من طاقة العالم ومكوناته التي ممكن ان نؤثر فيها  كما نريد نحن. الطاقات الإيجابية مبهرة بطريقة تأثيرها في  حياة البني آدم، لأنه، عندما يبدأ يفهمها، سوف يبدأ يفهم أنها ليست إلا: حسن الظن بالله.  كانت ليلى تبث فينا كعادتها  معلومات و أفكار رائعة، ساعدت بتغيير مجرى أيامنا، وتصوراتنا  الخاطئة عن محيطنا. 

ثم ذكرنا صلاح الراشد، أستاذ ليلى الذي علمها، و الذي نقل لها طاقاته وتأترت به لتنقل لنا بدورها حصيلها المعرفي الأُستاذ "الشاطر" يمكنه أن يفعل المستحيل مع طلابه، بغض النظر عن الأعمار، أو العقليات. أ. صلاح أثبت لي أن التعليم الصادق، و النابع من القلب يمكنه أن يغير العالم كله من خلال طلابه، و كانت ليلى خير مثال لذلك. ذبذبات معلمينا الآن مشتتة جداً، فقد يأتي المعلم العصبي، المتوتر، و الحائر، و يأثر على طلابه بطريقة شبه سيئة، لأنهم حقاً لن يستفيدوا أي شيء في النهاية، لن يفهموا طاقة المادة، إذ كانت إيجابية، فسوف تُنقل لهم تلك الطاقة، و سوف ينعمون بتعليم متقدم، صادق، و نابعٌ من القلب، بالضبط مثل أ. صلاح الراشد و ليلى كايزن. 

بعد ذلك بدأت أختي لطيفة (إحدى طلاب ليلى النجيبين في برنامج SoundCloud) تقص علينا تجربتها مع دروس ليلى، و كيف أثرت في طاقاتها الإيجابية. طرحت بعض الأمثلة في أناس نعرفهم، و عن كيفية تفكيرهم السلبي الذي أدى إلى تدهور نفسياتهم، لذلك، بدأوا يبثون بنا جميعاً من تلك الطاقة. قالت عن العبارات التي تشجع الإنسان على الإستيقاظ باكراً، بإبتسامة، و رضا عن الحياة. و أيضاً تحدثت عن العيش للنفس، و تلخص هذه الفكرة بإن الإنسان يجب عليه أن يعيش لنفسه، و أن يفعل كل شيء لصالح لنفسه. فمثلاً: عندما ننظف غرفنا، يجب أن نبرمج طاقاتنا على أننا نفعل ذلك لأننا نريد أن ننام في مكان نظيف و مرتب، ليضيف سعادة على نفوسنا، لا لأننا نريد أن نفعل ذلك إلزاماً، و واجباً، لأن الوسخ يستجمع و لأن هذا سيحدث، و ذاك سيخترب.

حياتنا، أو دعوني أقول، حياتي، سهلة و سلسة، فلماذا يجب علي تعقيدها بإضافة ذبذبات قد تدمرها؟ الإلتزامات كثيرة، و لكن يمكنني أن أجعل إنجازها لصالحي، بالتفكير الإيجابي، و العيش للنفس.  

ثم قلت لهم عن كتاب السر الذي كان منه إصدار خاص للمراهقين، و كيف أثر في نفسي منذ عمرٌ صغير عندما قرأته في الصف الثاني المتوسط.  دربني الكاتب على التفكير الإيجابي، من خلال صفحاته القليلة التي إنتهت في وقت قصير جداً. كانت إحدى تمارين الكتاب أن أكتب كل ما أريده على ورقة، و أن أؤمن داخلياً بأن هذه الأشياء ستحدث عاجلاً أم أجلاً، و قد كان ذلك التدريب مفيد جداً، لأنني طبقت بعده فكرة المفكرة. ساعدني التفكير الإيجابي بعد قرآءة الكتاب على تخطي عقبات كثيرة، فهو كنز قيم يجب على الجميع إيجاده. 

طاقاتنا تمثلنا و الإيجابية قد تغير مجرى حياتنا كلها، فيها ليست إلا إيمان قوي بقدرة الله على فعل المستحيل. العيش للنفس يجب أن يُفهم قبل أن يُطبق. 

عيشوا، إقرأوا، تعلموا، و علِموا  طلابكم بالإيجابية لكي تنعكس هذه الطاقة عليهم. الحياة هي أسهل من أن نعطلها على محطات سخيفة في حياتنا، لأنه بالإمكان أن تكون هذه المحطات، نقطة تحول جديدة.

Comments

Popular posts from this blog

التوأم

كانت الساعة ٣:٥٠ فجراً بالتوقيت الشرقي لأمريكا. صحيت على رسالة من صديقتي تذكرني بموعدي الساعة الرابعة (اي أنه كان بعد عشر دقائق) لمقابلة بعض الطالبات اونلاين من خلال مكالمة سكايب للحديث عن تجربتي في الأمم المتحدة. كان الجو بارداً جداً، و الضباب يغطي الجبال التي عادةً ما أراها من نافذتي. اخذت وقتي و ببطء أعددت كوب القهوة الصباحية، و حتى لا أزعج زميلتي اليابانية في الغرفة، خرجت بهدوء للصالة. بين كوب القهوة السوداء الحار الذي انسكب هنا و هناك، و بين حملي للابتوب و الشاحن و الهاتف، جلست على الكنبة الخضراء الجديدة و فتحت حسابي في سكايب إستعداداً لهذا اللقاء الذي حدث قبل حوالي سنة، و حقاً لم أعلم حينها أنني كنت على وشك مقابلة أحد أكثر الشخصيات تميزاً (و حرفياً و فعلياً) تشابهاً في حياتي.  قابلتهم بالصدفة من خلال ذاك اللقاء. من بين عشرات الطالبات الآتي شاركن في النقاش في تلك المكالمة، كان هناك شيءٌ مختلف لاحظته في هذا التوأم. اتذكر إنبهاري بهم و إعجابي بهذه الشخصية الرائعة التي إنقسمت بين شخصين بالتساوي. دائماً ما نقابل أناسٌ ننبهر من عقولهم و تفكيرهم منذ اللقاء الأول، و لكن هذه كان...

Two Days With Dad يومان مع والدي

*This blog post was written only two days before my dear father's accident -may he rests in peace-. *هذا المقال كُتب يومان فقط قبل وفاة والدي الحبيب رحمه الله  Tears may express both happiness and sadness. A shaking voice can describe either fear or sorrow. A shivering body can describe all of the mentioned above. But what if, only if at one point in life, all of these emotions combine together to crash the human's body? What if our emotions can break our hearts in a second, then build them back again in the next?  الدموع قد تعبر عن كلا السعادة و الحزن. الصوت المكسور قد يعبر عن الخوف و الأسى. الجسم المرتعش قد يعبر عن جميع ما ذكر بالأعلى. و لكن ماذا إذا، فقط إذا في وقفة معينة في الحياة، كل هذه المشاعر تجتمع سوياً لتكسر جسد الإنسان؟  ماذا إذا كانت مشاعرنا قادرة على كسر قلوبنا في لحظة، و إعادة بنائها في الثانية التي تليها؟  Goodbyes are meant to happen to everyone. As I grow up, I realize how hard they can be depending on whom I'm saying goodbye to....

"Glocal" at the United Nations Youth Assembly

Those who dream, will definitely achieve.  The efforts we put into chasing our goals will be recognized.  Our faith in God, and those long nights praying with so much hope in our hearts.  The taste of accomplishment, that happiness, the laughter, oh and those tears of pure joy.  Standing up for the right, and fighting for the good.  We were all born great, but at the end of the day, it is up to us to realize that greatness and use it proactively.  Nobody’s better than the other, we are made different so we can come together and join those differences together for our own good.  If we’re the same, then competing will never get us anywhere, because “team work makes the dream work” according to a great wise friend of mine.  Working hand by hand to reach the finish line will get us further and further in life.  This past week, I had the honor to be the Saudi Delegate to the United Nations Youth Assembly, and this is the story of how this week t...